-->

Billboard Ads


تخيل هذا المشهد، هاكر يحمل جهاز كمبيوتر ويتجول في شوارع المدينة للتنصت على أجهزة استشعار إشارات المرور خلال ساعة الذروة ومحاولة اكتشاف ثغرات للتحكم بها، ثم فجأة تصبح جميع إشارات المرور في كل المدينة حمراء وفي غضون دقائق تتحول الشوارع إلى مواقف سيارات مزدحمة بما فيها سيارات الطوارئ وسيارات الإسعاف وتُشل حركة المرور في المدينة، يبدو المشهد كسيناريو مظلم من فيلم بائس لكن هل يمكن أن يحدث في الحقيقة؟.

شغل هذا السؤال والإجابة عليه محللين أمنيين ومسؤولين في ولاية واشنطن في السنوات الأخيرة بعد أن كشفت الاختبارات عن وجود نقاط ضعف “ثغرات” في أنظمة المرور في المدينة، وقال مسؤولين في هيئة النقل في ولاية واشنطن لصحيفة 'واشنطن بوست' أنهم بدأوا في دراسة حول تشفير أجهزة استشعار حركة المرور في المدينة بعد أن قال باحث أمني أنه تمكن من اختراق نظام المرور في المدينة العام الماضي.
تعتبر الهجمات الإلكترونية أكبر تهديد للأمن القومي الأمريكي في السنوات الأخيرة حسب تصريح مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية 'جيمس كلابر'، ونشر موقع 'Wired' مؤخرا تقريرا عن باحثين في أمن المعلومات استطاعوا اختراق سيارة 'جيب شيروكي' والتحكم بها عن بعد أثناء السيارة وذلك عن طريق استغلال ثغرة في نظام الترفيه في السيارة مكنت الباحثين من التحكم في توجيه السيارة وتعطيل الفرامل عن بعد, وهو ما دفع شركة 'فيات كرايسلر' بسحب 1.4 مليون سيارة وإصدار تحديث لسد الثغرة الموجودة في نظام الترفيه.
فيديو عن إختراق سيارة 'جيب شيروكي' )

خلال السنوات القليلة الماضية كشفت العديد من التقارير عن تطور مهارات المهاجمين “الهاكرز” وقدرتهم على اختراق الأنظمة اللاسلكية في السيارات والطائرات وحتى بنادق القنص والأجهزة الطبية.
وفي السنوات الماضية، استطاع مهندسين يعملان في هيئة المرور في مدينة لوس أنجلوس إختراق نظام إشارات المرور في المدينة لإبطاء حركة المرور عند التقاطعات الرئيسية كجزء من الاحتجاجات العمالية، حيث قاما ببرمجة الإشارات بحيث تبقى على الضوء الأحمر لفترات طويلة مما تسبب في إختناق مروري، وتم محاكمة المهندسين وإدانتهما والحكم عليهما بالوضع تحت المراقبة لفترة محددة.

وقد أثار 'سيزار سيرودو' رئيس قسم التكنولوجيا في 'IOActive' (وهي شركة أبحاث متخصصة في أمن المعلومات مقرها الأرجنتين) حفيظة المسؤولين في مدينة واشنطن عندما صرح أنه سار في شارع 'الكابيتول هيل' – أكبر حي سكني في واشنطن – مع جهاز تتبع سعيا وراء اكتشاف نقاط ضعف في نظام إشارات المرور في المدينة كجزء من مبادرة غير ربحية، وأنه تمكن بالفعل من إختراق إشارات المرور عند التقاطعات في عدد من الأماكن في المدينة، وأضاف أنه كان باستطاعته شل حركة المرور في شارع نورث كابيتول والتسبب في إختناق مروري.
وقال سيرودو: "هذه المشاكل المرورية يمكن أن تسبب مشاكل كبيرة وحتى قاتلة من خلال التسبب في حوادث أو منع سيارات الإسعاف والإطفاء والشرطة من تلبية نداء طوارئ"، وأضاف: "يمكن أيضا تغيير الأرقام في لوحات تحديد السرعة وتغيير علامات المرور"، لكن المسؤولين في المدينة يشككون في إدعادءات سيرودو ويرون أنها مبالغ فيها.


قالت 'ميشيل إيفانس' المتحدثة باسم هيئة النقل في الولاية أن إحتمال إختراق الهاكرز إشارات المرور في المدينة من المستبعد جدا لكنها لم تقل أنه مستحيلا، وأضافت أن البروتوكولات الأمنية المدمجة في أنظمة إشارات المرور تمنع على سبيل المثال من عرض أربع أضواء خضراء في التقاطعات، وأكدت أنه لن تحدث أي مشاكل مرورية بسبب إختراق نظام الإشارات المرورية في أي مكان في المدينة قريبا.
وردا على ما قاله 'سيرودو' عن تمكنه من إختراق أجهزة استشعار الحركة في إشارات المرور في تقاطعات المدينة، قالت 'إيفانس' أن إختراق مستشعرات الحركة لا يتيح تغيير ألوان الأضواء في إشارات المرور في المدينة.

وقال متحدث باسم شركة 'Sensys Networks' المُصنعة لأجهزة استشعار حركة المرور المستخدمة في إشارات المرور في المدينة أن مزاعم سيرودو غير صحيحة تماما وأنه لم يقم بإختراق نظام المرور في المدينة، وأضاف أن الاختراق يحدث عندما يتم خرق البروتوكولات الأمنية القائمة أو التحايل للوصول إلى معلومات محظورة، وهو ما لم يتم من قبل سيرودو وشركة IOActive.

من جانبه، قال سيرودو أنه لم يخترق النظام نفسه لكنه إخترق الأجهزة المستخدمة داخله، وأنه أجرى إختبارات أثناء سيره للتحقق من تقنيات الأمان والحماية في بعض التقاطعات وإستنتاجه أنها لم تكن محمية، وأضاف أن مجهوده لم تذهب هباءً حيث تقوم المدينة الآن بمراجعة أجهزة إستشعار حركة المرور للتأكد من أمانها.

وليس سيرودو هو الباحث الوحيد الذي كشف مؤخرا عن إختبار تقنيات النقل لكشف نقاط الضعف، حيث تمكن خبير كمبيوتر في وقت سابق من هذا العام من إختراق نظام الترفيه على متن طائرة تجارية أثناء الطيران وتسبب في أن تطير الطائرة بإنحراف لفترة وجيزة وفقا لمذكرة مكتب التحقيقات الفيدرالي حسب واشنطن بوست.
وقبل عام تمكن 'براندن جينا' طالب الدكتوراة في جامعة ميتشيغان من إختراق نظام المرور في مدينة ميتيشغان عبر الوصول إلى أدلة الاستخدام الخاصة بالشركة المُصنعة لأنظمة المرور وإستطاع مع فريق من الباحثين تغيير ألوان الإشارات من الأحمر إلى الأخضر.